jeudi 16 avril 2009

مسكينة أنت يا مدينتي


مسكينة أنت يا مدينتي

في هذا اليوم الربيعي من أيام أفريل كنت أجهز نفسي رفقة صديقي للذهاب معا الى مدينة سوسة في الغد . كنت أمني نفسي بقضاء يوم الغد في الترويح عن النفس على ضفاف شاطئ بوجعفر الخلآب واشباع البطن بشيء من حوت الساحل اللذيذ ثم مناصرة الأولمبي الباجي في لقائه المرتقب مع أمل حمام سوسة في مباراة مصيرية في صراع البقاء على الحياة عفوا بل في صراع البقاء في ذيل نخبة السادة الكبار . كان كل شيء على ما يرام وجهزت نفسي وصديقي وخططنا,,,,ولكن تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن ,,,,, فجأة نزلت الأمطار ويا لها من أمطار انها أمطار طوفانية تذكرني بما عايشته في صباي سنة اثنان وسبعين ميلآدية كانت الأمطار مثل سيل جارف أتت على مدينتي كما يأتي الجراد على حقول الفلآحين ويدمرها,

الجنائز وما أدراك باب ما باب الجنائز واسألوا من مر عليه من الموتى واسألوا من ينتظر دوره في المرور عليه محمولا على تلك الدابة الرهيبة, باب الجنائز فاض بخيرات الطبيعة التي جرفتها السيول ,,,,برتقال طمسون طالما عز علينا شراءه ,,,,تفاح سبيبة الأحمر,,,موز البرازيل الشهي ,,,دقلة الجنوب والعليق صارت كلها تسبح فوق السيول أمام أعين الباعة المتشددين المتغطرسين .

في تلك الأثناء أعلمني صديقي أن كارثة انسانية حدثت في أحد الأحياء الشبه راقية بالمدينة ذهبت للتو والتقط صورا في آلتي التصوير اضافة الى صور خزنتها في ذاكرتي وأخفيتها عن أعين الناس وكنت أخشى على هاتفي الذي التقطت به الصور أن يقع سحبه من أحدهم كان المشهد مروع جدا امرأة وابنتها جرفتهما مياه الشعبة لا أقصد الشعبة الحزبية وانما شعبة الوحل وصرف مياه التطهير ,,,البنت الصغيرة طفت فوق سطح الشعبة وهي منتفخة وزرقاء مفارقة للحياة في حين كانت أمها في قلب التيار ولم يرها أحد ,,,الدفاع المدني كان متواجدا بكثافة وأعوان الأمن والفضوليين ومنهم أنا ,,,,أعوان الدفاع المدني كانوا حاضرين بأجسادهم وآلاتهم ولكن لياقتهم البدنية كانت غائبة وكذلك حرفيتهم كانت غائبة كانوا كلهم ينظرون ولا يفعلون شيئا وكثر الهرج والمرج والقيل والقال ,,,الفضوليون كان أغلبهم يمسكون بأكواب القهوة ويشربون السجائر وكأنهم يشاهدون فيلما دراميا وكان البعض الآخر في طابور طويل يشترون الملآوي من عند عم رابح ويأكلون ويتفرجون ويقولون من تكون الضحية من تكون,

حل الظلآم بعد الغروب ولا جديد يذكر والكل يتفرج وانعدمت الرؤيا والدفاع المدني ليس له انارة وكان النهج مظلما حالكا, عدت أدراجي الى البيت لقضاء شؤوني ,,,,ورجعت في الساعة التاسعة ليلآ فكان الظلآم شديدا وجثة المرأة لازالت داخل القناة ولم يحدد موقعها بعد,,,

أزعجتني أمي برنات التلفون كانت تود شرب دوائها فعدت أدراجي الى البيت ثانية وفي الأثناء كان أحد المسؤولين يصرخ في وجهي بر روح ,,,,فخشيت على نفسي من بطشه وعدت مهزوما مكسور الوجدان وأنا أردد,,,,مسكينة أنت يا با جتنا

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire