رمضان في باجة2009/1430

الى جانب معرفتها بوفرة انتاجها النباتي والحيواني ، فان باجة تنسب اليها عديد الأشياء التقليدية التي اشتهرت بها من صناعات تقليدية وحلويات وخاصة المخارق الشهيرة والزلابية والتي تبلغ ذروة انتاجها مع بداية الشهر الفضيل، وأنت تتجول في نهج خير الدين باشا فانك حتما تلآحظ كثرة المتسوقين والوافدين والاكتظاظ الكثيف أمام محلات بيع المخارق ، وان اعداد هذا النوع من الحلويات متجذر في أهالي باجة منذ القدم وظلت الأجيال تتوارثه على مدى عقود خلت ، من بين هذه المحلات استوقفني واحد من هذا المحلات وأبهرني لما عليه واجهته من تناسق في الألوان والأشكان ومعالم الزينة البادية عليه وقد ذكرتني بمحلآت باعة الحلويات الشرقية في مصر ، هذا المحل يعرف بحانوت المرساوي للمخارق ويتخذ من صورة الأسد شعارا لمحله بما يدل على أنه من المتميزين في اعداد المخارق ، محل المرساوي هذا غربي المغتح ذو بابين وكل جدرانه مبلطة بالخزف ، أما الحرفيون العاملون بداخله فهم عبارة عن ثمانية عملة بين طهاة وآخرين يتولون تغطيت المخارق في العسل ، كلهم يرتادون لباسا أبيض وهم منهمكون في الطهي والتحلية ، أما واجهة المحل فتحتوي على عديد الصور التي يفوق عمرها نصف قرن وهي تخص أسلآفهم ممن كانوا يعملون بالمحل وواجهة المحل عليها العديد من ألوان الانارة الساحرة ، أما عن صاحب المحل الأصلي فهو المرساوي ، والحاج المرساوي كان واحدا من أشهر المخارقية بباجة بدأ العمل في الميدان في حقبة الثلآثينات الى حدود سنة 1989 حيث انه بعد وفاته أخذ منه المشعل ابنيه بشير وعبد الرزاق المرساوي ، وهما يشاركان العمال في العمل ولا يكتفيان بالفرجة ويعدون أنواعا منوعة من المخارق ومنها بالأخص المخارق الخاصة المصنوعة من السمن العربي الأصيل والسميد الأحرش و أصفر البيض، والمخارق بالفواكه الجافة وهذه يتم اعدادها عندما يطلبها الحريف نظرا لارتفاع كلفتها ، والزلابية ...وقد كانت المخارق ولا تزال تهدى في رمضان الى الأهل والأحباب وتوضع في أواني فخارية لتحفظ من التكسير وهناك حتى من يأخذها معه الى خارج الحدود كما أن هناك المعتمرين الذين يقصدون البقاع المقدسة في رمضان فانهم يأخذونها معهم للديار المقدسة لتذكرهم بمدينتهم على الدوام وأيضا ليتسحروا بها مع الحليب لأنها حسب قولهم تذهب الظمأ خلآل فترة الصوم ...ذاك اذا كان يوما من أيام رمضان يوم الأحد 30 سبتمبر 2009 الموافق ل 9 رمضان 1430 هجري وكل عام ورمضانكم كريم ...اللهم أعد علينا رمضان أزمنة عديدة وأعواما مديدة..
أضيف بواسطة طارق حباشي